قصة قصيرة بعنوان ( الحج حجيج ) بقلم الأديبة / ليلى الشاذلي


 

تجتذبني جدتي تجاهها جذبا مؤلما ،نختلف دائما ، أتملص من بطش سطوتها إلا واصطادتني بجبروت يمزقني ، اتمرد بطبعي ،تتشبث بأسمالي المهلهلة ، استسلمت مقبلة يديها ، اتفرس تجاعيد أتقن الزمن المتغطرس نحتها ،اصفق. _ باجدتي يا جدتي .. الحاج حجيج حجته بحجتين . الملم نفسي من بين يديها ، تفخر بأختي الكبيرة وعماتي المحظوظات ،الهث تجاه البحيرة ، أقاوم لعنة فشل تلاحق ابي .. أنا ،تتندر على سذاجتي ،اجتهد لأفرد شبكة جدي العتيقة بصبر ،كان جل همه أن يعود إلى البيت ببضعة أرغفة تلطف الجوع وقرطاسي شاي وسكر وباكو دخان لف بمجرد أن يتحصل عليهم يعود إلى البيت توا . اجتذب الشبكة للشاطئ بعزيمة ،اشمم رائحة يدي أبي بين خيوطها ،كم تختنق في صدري آهته الموجعة ،افنى حياته مغمم العينين ،يتمزق بين كسل أبيه وتراكم متطلبات إخوته المتزايدين ،حدت جدتي بجبروتها من طموحه ،تجتذبني الشبكة للعمق ،استدرجها للشاطئ باصرار ،اثبت قدمي بعزيمة ثائرة مكان قدمي أبي ،كان يقف هنا يوم فقد أمله .. أملنا في أن يؤسس لنا بيتا عاديا . تثور الأسماك على سلطة قبضتي ..يختنقن ،أتمزق ،أراقب أسرهن ،أفك أسري بيدي ،أحرر الأسماك الصغيرة فقط ،أعيدها حيث حياتها ، يتراقصن أمامي ،يوغلن للأعماق ،تعود كل سمكة بلبنة براقة ؛لنعقد عهدا على التعاون المشترك ،تقذفها للشاطئ تجاهي مرحة ،تتنفس آلامي ،يلوحن مباركات . _ الحياة لمن يهب حياة تخلت جدتي فجأة عن عكازها ،تهرول تجاهي شابة ،تضمني بود عميق ، تهدهدني في حضن متسع ،تتأمل بيتنا الأنيق إلى جوار البيوت المتراصة المتشابهة ، تبتسم لسوق منظم ،أنشأته مؤخراً . _ يا بنيتي ..بنيتي .. الحاج حجيج حجته بحجتين .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة قصيرة بعنوان ( إحساسي مات ... مات ) للأديب الدكتور /موسى نجيب موسى

مسئولية طلبة الجامعة نحو البيئة بقلم أ.د/ راندا مصطفي الديب أستاذ تخصص أصول تربية الطفل بكلية التربية جامعة طنطا