ريش فيلم لايستحق الضجة وان استحق المشاهدة بقلم الأديب الدكتور / موسى نجيب موسى
الدعاية المحانية التى حصل عليها فيلم ريش من انسحاب ثلة ممن يدعون انفسهم
أصحاب الياقات البيضاء فى السينما المصرية بداعي الحرص على البلد وان الفيلم يشوه
صورة مصر اعتقد انها جاءت لصالح الفليم أكثر من أن تكون ضده كما اننى اتصور لو أن
منتج الفيلم انفق على حملة دعاية باهظة الثمن لن تكون نتائجها مثل نتيجة ما حدث
وهذه الضجة التى أثيرت حول الفيلم عند عرضه فى مهرجان الجونة الأخير زرع داخلى
وغيري كثيرين حب الاستطلاع فى مشاهدة الفيلم وبالفعل حصلت على رابط مشاهدة الفليم
وشاهدته ووجدته فيلمًا عاديًا جدًا وينقضه الكثير من الحرفية فى الكادر السينمائي
وفقيراً فى السيناريو وضعيفًا فى توظيف عناصر صناعة الفيلم سواء الممثلين الهواة -باستثناء دميانة نصار التى أجادت
الدور بصورة أعتقد أكثر من الصورة التى
كتبها السيناريو – أو الموسيقي التصويرية التى كان يحتاج إليها الفيلم فى الكثير
من مشاهده حتى يصل للمتلقى وفق رؤية المخرج وكاتب السيناريو أو الإضاءة التى تعمد
المخرج اأن تكون قاتمة فى معظم المشاهد كنوع من الاسقاط على حالة البؤس التى
تعيشها هذه الأسرة المنكوبة واعتقد ان المخرج حديث العهد بكتابة السيناريو الذى
شارك فيه وكذلك حديث العهد بالإخراج حيث أنه لم تمكنه أدواته الضعيفة من تقديم لغة
سينمائية كان يسعى إليها أن تكون لغة فارقة وذكرني الفيلم فى جوه العام بفيلم فى
عين الشمس للمبدع الكبير يسرى نصرالله وبعيدًا عن موضوع الفيلم التقليدي والمستهلك
والتى حاول المخرج ان يقدمه بلغة سينمائية جديدة لم تمكنه أدواته من تقديمها فإن إيقاع
الفيلم كان رتيبًا جدًا وصل فى بعض المشاهد إلى حد الملل ولم يستطع المخرج أن يعمل
على البعد النفسي لأبطال الفيلم وهو ما تستدعيه الحالة السينمائية التى حاول رصدها
من أحداث الفيلم وكان يتعامل مع شخصيات الفيلم من الخارج وليس من خلال سبر أغوار
نفسية الأبطال ورصد التداعيات والتحولات التى طرأت عليها فى ظل حياة مرتبكة
ومربكة كما أن المخرج لم يفلح فى توظيف
الفانتازيا التى أستخدمها داخل الفيلم من خلال الساحر الذى حول زوج البطلة إلى
دجاجة وكان من الممكن أن يوظف هذه الفنتازيا لصالح الفكرة إذا تعمد العمل عليها من خلال استخدام الدجاجة
كمعادل موضوعي للبطل الذى فشل السيناريو فى المشاهد القليلة التى ظهر فيها فى رسم
شخصيته بوضوح كما أن الفيلم به الكثير من
المشاهد الى يمكن الاستغناء عنها ولم توظف لصالح القصة مثل مشهد إعداد البطلة
للطعام للرجل صاحب معرض الأدوات الصحية الذى كانت تعمل فيه والمشهد الذى تكرر أكثر
من مرة عند بحثها عن الساحر ومشهد رقص الرجل فى المكان الذى ذهبت تبحث فيه عن
الساحر وملامح المكان غير واضحة سواء كان كافيه أو ملهي أو نادى ألعاب لم تتضح
معالم المكان وكذلك الرجل الذى كان يجلس قبالتها يدخن السجائر ويقدم لها
الكوكاكولا والطعام لم يوظف جيدًا لصالح القصة السينمائية المطروحة وهناك الكثير
من المشاهد كما سبق وإن ذكرت يمكن الاسنغناء عنها دون أن يحدث اى خلل فى إيقاع
الفليم أو البناء الدرامي للفيلم ورغم كل هذه الملاحظات فإن فيلم ريش أعتقد فنيًا
فوق المتوسط وليس بالعبقرية التى صدرت إلينا من خلال أراء الكثير ممن تناولوه
بالنقد والتحليل واراه فيلمًا عاديًا لا يستحق كل هذه الضجة المثارة حوله وان
استحق المشاهدة .
تعليقات
إرسال تعليق
أهلا ومرحبا بكم زائرنا الكريم نتمنى ان يكون محتوى المجلة قد نال إعجابك نشكرك ونتمنى زيارتنا مرة أخرى
الأديب الدكتور
موسى نجيب موسى