مقال بعنوان المواطنة وحقوق أطفالنا السياسية بقلم أ.د/ راندا الديب أستاذ أصول تربية الطفل بكلية التربية جامعة طنطا
يمكن القول أن المواطنة مفهوم حديث نسيبًا ، ولكنها كمضمون قديمة قدم المجتمعات الإنسانية نفسها ، فهي تمثل نوعًا من العلاقة بين الإنسان وبيئة، ونشير إلي صفة الفرد الذي يستوطن مجتمعًا معينًا .
هذا ويرجع الأصل اللغوي لكلمة المواطنة إلي الفعل الثلاثي وطن، ووطن بالمكان أي أقام به، وأوطن البلد أي اتخذه وطنًا. والوطن محل إقامة الإنسان ولد فيه أم لـم يـولد، والمواطنة اسم مفعول من المصدر الوطن، والـذي يعني البقعة من الأرض التي ينشأ فيها الإنسان ويعيش، والمواطنون هم أفراد الشعب الذين يعيشون في ظل دولة مـا ، ويحملون جنسيتها ويتمتعون بكافة الحقوق والواجبات المكفولة لهم داخل نطاقها، والتي لا يتمتع بها الأجانب الـذين ولدوا وعاشوا خارج هـذا الوطن . ولفظة المواطنة هي الترجمة العربية الشائعة في الوسط العلمي وغير العلمي لكلمة (Politeia ) اليونانية، وكلمة ( Citizanship )الإنجليزية وكلمة ( Citoyennete)الفرنسية. وهي مشتـقة من كلمة (Citx) أي المدنية والتي بدورها مأخوذة من لفظ(Civitas ) اللاتينية والتي تعني الدولة، ومنها اشتق كلمة مواطن في اللغة الفرنسية (Citoyen) ومواطن في اللغة الإنجليزية ( Citizen).
إن وضع تعـريف جامع لمفهوم المواطنة أمر صعب ، لوجود تعريفات متعـددة تناولت جوانب مختلفة ، والمواطنة في أبسط معانيها هي الانتماء للوطن وانتساب المرء لوطنه وبذل كل ما فيه مصلحة وطنه .
ويري "Crick" أن المواطنة تظهر في وعي الفرد واهتمامه بشئون مجتمعه وبيئته ، وقدرته علي العمل بكفاءة لصالحه؛ فالمواطنة تعبر عن العضوية التي يتمتع بها الفرد في المجتمع، والقدرة علي العطاء لتحقيق مزيد من تطور المجتمع واستمراره. كما قدم بعض الخصائص التي يجب أن تتوفر في الفرد الذي يتمتع بالمواطنة الصالحة مثل :
الإيمان بالحرية والمساواة بين الجميع .
القدرة علي اتخاذ القرارات وإصدار الأحكام المستندة إلي أسس ومعايير واضحة .
اكتساب المعارف وتطوير المهارات التي تساعد في حل بعض المشكلات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية .
الإلمام الواسع ببعض القضايا والمشكلات ذات الصلة بمجتمعه وبيئته، والمشاركة الفعالة في وضع الحلول المناسبة لها.
أشكال المواطنة The Citizenship Figures
المواطنة الزائفة : يظهر المواطن فيها حاملًا لشعارات جوفاء بينما واقعه الحقيقي يدل علي إحساسه واعتزازه بالوطن .
المواطنة المطلقة : يجمع المواطن فيها بين دوره الإيجابي والسلبي تجاه المجتمع وفق الظروف التي يعيش فيها ووفق دوره فيه .
المواطنة السلبية : وهي شعور المواطن بانتمائه للوطن ، ولكن يتوقف عند حدود النقد السلبي ، ولا يقدم علي أي عمل إيجابي لتنمية وطنه .
المواطنة الإيجابية : وهي التي يشعر فيها المواطن بقوة انتمائه الوطني وواجبه المتمثل في القيام بدور إيجابي لمواجهة السلبيات .
جاءت حقوق الطفل السياسية التي يجب تنميتها في ميثاق الأمم المتحدة وبعض المؤتمرات والبحوث كالتالي : حقه في المساواة والعدالة في كل شيء ، حقه في سماع دفاع الطفل قبل تنفيذ العقاب عليه ، حق الطفل في معرفة أسباب العقاب ، حق الطفل في التعبير عن رأيه ، حق الطفل في الحرية الشخصية ، حق الطفل في انتخاب رئيس القاعة بالروضة أو المدرسة الموجود بها ، حق الطفل في حرية التفكير والتعبير ، حق الطفل في الاستماع إليه، حق الطفل في التفاوض ، حقه في عدم التمييز ، حقه في الديمقراطية ، حقه في عدم التعرض للتعذيب أو العقوبات القاسية ، كـفالة حقوق المدنيين وحماية أسري الحرب من الأطفال ، حقه في محاكمة عادلة ، حقه في الشخصية القانونية ، حقه في السلام .
وهذه بعض الارشادات والخطوات لتوعـية الأطفال بحقوقهم السياسية وتدريبهم علي ممارستها وهي:
1. العدل والمساواة بين الأطفال وغرس الشعور بالأمن والطمأنينة في نفوسهم .
2. التخلص في عملية تربية الأطفال من أساليب القهر والضرب وعدم توقيع العقاب علي الطفل إلا بعد نصحه وإرشاده ، وإذا كان من الضروري توقيع العقاب ، فلابد من معرفة الطفل بأسباب هذا العقاب ، والسماح له بتقديم دفاع عن نفسه ، ولابد أن يتوازن العقاب مع حجم الخطأ
3. تعويد الأطفال منذ الصغر علي ممارسة الديمقراطية، وعلي تحمل المسئولية وما يترتب عليها من تبعات ، وغـرس قـيم التسامح واحترام الـرأي ، والتشاور في أفعالهم وأقوالهم في داخل الروضة والمدرسة والتعامل معهم بنفس الطريقة .
4. أن توظف الروضة والمدرسة طابور الصباح في توعية الأطفال ببعض المظاهر السياسية المعاشة في الواقع مثل الانتخابات المحلية ، انتخابات مجلس الشعب ........
5. قيام إدارة الروضة والمدرسة بالسماح للأطفال بحرية إبداء الرأي في الموضوعات التي تخصهم علي سيبل المثال : الأماكن التي يحبوا أن يزورها ، اختيار الأغاني التي يحبوا أن يتـدربوا عليها قبل الحفلات .
6. ربط بعض الأنشطة بموضوعات حقوق الطفل السياسية، وعرض نماذج لبعض المشاكل السياسية التي يمكن أن تقابل الطفل وطرق حلها .
7. تقديم عروض ومسرحيات وقصص تتضمن حقوق الطفل السياسية والاستخدام الصحيح لهذه الحقوق .
8. عمل مسابقات في مجالات حقـوق الطفل السياسية ومنح الفائزين جوائز وبهذا تتحقـق التوعية سواء للأطفال أو لأسرهم .
9. ضرورة تدريس مقرر حقوق الطفل في جميع المراحل التعليمية المختلفة لكي تصبح حقوق الطفل جزءًا من نسيج الثقافة القومية، والعمل علي ممارستها داخل المؤسسات التعليمية ، وتوفير المناخ الذي يكفل للمتعلم الإحساس بحريته وكرامته .
10. التعريف بهذه الحقوق وبيان أهميتها في بناء الفرد والمجتمع ، وضرورة ممارستها علي مستوي الحياة الفردية والجماعية .

مقال رائع ومهم في تنشئة الطفل وغرس فيه روح المواطنة و الانتماء ليكون في المستقبل مشاركا في برامج التنمية المجتمعية و المستدامة
ردحذفآ. م. د. نيرفانا حسين الصبري رئيس قسم اجتماع بالمعهد العالي للغات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وباحث اجتماع اقتصادي بمركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي جامعة الازهر الشريف تحياتي وتقديري
مرحبا بحضرتك يا دكتورة نيرفانا
حذفهل متاح لي نشر مقالات لديكم لدي العديد من أبحاث ومقالات في العلوم إلاجتماعية و إلانسانية
ردحذفآ. م. د. نيرفانا حسين الصبري
نعم يا افندم متاح النشر فالمجلة تقدم خدماتها لجميع الباحثين والادباء ونرجو من سيادتكم ارسال المقال المراد نشره على الايميل التالى
ردحذفmoussa_0103188501@yahoo.com
والرجاء كتابة خانة الموضوع خاص بمجلة العلم والادب
واهلا وسهلا ومرحبا بحضرتك معنا وبالتوغبف دائما
رئيس التحرير الدكتور
موسى نجيب موسى