قصة قصيرة بعنوان (حلوى الملبس) بقلم الأديب / سعيد عوض

 

 


قابعة أمام الباب، تهش الذباب بمنشة من سعف النخل.. تجاعيد الوجه غيرت من أنوثتها. طغت على جمالها.... الباب الخشبي العتيق ذو الدلفتين. بجواره دكانة صغيرة، أشتري منها وأتملي في وجهها الأبيض وعينيها المكحلتين. أنبهر. أطلب من أمي الشراء تكرارا.. تعطيني القرش، أقفز. أنط. حتى أصل إليها.. أمد يدي بالقرش.. ترده، تطعمني حلوى الملبس في فمي، أعاود القرش في جيبي... أحزن من غلق الدكانة. أذهب إلى آخر، يتلهف البائع القرش من يدي في قسوة.. أضع واحدة وفي فمي والباقي أوزعه على أقراني.. الحسناء تقف بديلا عن أبويها؛ أقعدهما المرض.. تبيع الزبد - السمن - الجبن - عسل النحل.. أكثر الزبائن رجال. يأتون خصيصاً؛ لمصاهرتها، طلبها الكثير للزواج.. ترفض؛ لا تريد ترك أبويها وترحل بعيدا عنهم... الحقد والكراهية والغيرة تأكل قلوبهم من ذلك الذي تهتم به حسناء، حاولوا مرارًا إبعاده والتنكيل به.. دافعت عنه بكل ما تملك من شتم هذا وطرد ذلك، تقدم إليها رغم فقره وعمله كأجير في الغيطان، وافقت علي الزواج منه.. حل محلها يبيع ويشتري.. اختفت عن ناظري، لم أتمكن من رؤيتها، احتفظت بالقرش في جيبي، لعلها تظهر يوما لتطعمني الملبس.... ذهبت إليها رجلا كبيرا ؛ لعلها تذكرني، أشاحت بوجهها بعيدا، رفعت صوتي. أشار أولادها من داخل (السوبر ماركت) لي بعدم قدرتها على السمع، رجعت للخلف. ودعت المكان بلا رجعة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة قصيرة بعنوان ( إحساسي مات ... مات ) للأديب الدكتور /موسى نجيب موسى

مسئولية طلبة الجامعة نحو البيئة بقلم أ.د/ راندا مصطفي الديب أستاذ تخصص أصول تربية الطفل بكلية التربية جامعة طنطا